ثبُت أنه كلما تم الإستيعاب للتكنولوجيا المعاصره كلما إزدادت التطبيقات الإبداعية في التشكيل المباشر في الحديد، خاصة عندما يكون المدخل إلى ذلك بطريق التجريب، ولما كانت تكنولوجيا تشكيل المعادن قد حققت تطوراً هائلاً سواء في خلق كوادر من الفنيين أم في الإنتشار للإنتاج المعدني بما يخدم الحياة العامة، وبما يخدم قضايا التشكيل في الإبداع الفني، ومن ثم فقد عُني هذا البحث بتحليل تجربه ابداعية تجمع بين تطور الآداء التقني لتشكيل المعادن وبخاصة الحديد، وبين التحقيق لقوة التعبير بعيداً عن نمطية الآداء الصناعي، وذلك من خلال دراسة تحليله لعملين لفنان معاصر وهوالنحات أحمد السطوحي الذي إهتم خصيصاً بالتشكيل المباشر للحديد ، فتم إستعراض لعملين يمثلان نتاجاً لملتقيات دولية هامة وذو رؤية ومنهجية مختلفه في التشكيل بإستخدام اللِّحام الكهربي ليس فقط كتقنية ولكن كعنصر تشكيلياً أساسياً، وذلك من خلال التطرق لتجهيزات التشكيل لعملين من حيث الرؤيه التصميميه ومشكلات التنفيذ، أيضا من حيث أسس التشكيل المباشرالذي إتبعها الفنان في العملين من خلال توضيح الأسس التشكيليه ومفردات التشكيل الحديديه والتشكيل النحتي المباشرباللحام الكهربي، وأيضاً إستعراض المنهج التشكيلي المباشر من خلال توضيح إختيارات الفنان للنسق التناسبي لحجوم العناصر المستخدمه الي جانب توضيح العمق التعبيري للتشكيل المباشر الذي قصده الفنان، ولقد أثبتت هذه التجربة الإبداعية مدى فاعلية اللِّحام الكهربي في تحقيق نتائج متفردة ‏تجمع بين ثراء الخامة وبين الرؤى التصميميه و مضامينها الحسية و الرمزية، كما خلُصت الدراسة إلى ضرورة التوثيق لهذه التجارب والقياس على نتائجها.