للفنون قيمة معرفية ووسيلة لإدراك العالم المحيط بالانسان فهي أداة للتنوير وتوعية الفرد بقضايا مجتمعة . لذلك فإننا أحوج ما نكون اليوم إلى تأكيد ملامح الفن المصري المعاصر ، و تأصيل قيمة الإنتماء ،والتصوير الجدآري من أكثر فروع الفن التشكيلي قدرة على الإرتقاء بالوعى الثقافي المجتمعي لدى المتلقي، بشتى شرائحه الإجتماعية .

فالأعمال الجدآرية التي تَحوي موضوعات تاريخية ، تثير مدركات ، المتلقى وتعمل على رفع الوعي الفني فالفكرة والمعرفة والمتلقي ، هم شغل الفنان الشاغل والمصور الجدآري بشكل خاص ، لينتج أعمالاً تتحقق فيها قيم الموآطنه والحدآثة، لتكون أقرب إلي المتلقي، وتؤثر فيه بشكل فآعل.

ولعل فكرة إحياء الترآث ،وتدعيم بناء الشخصية القومية ونشر الوعي الثقافي بين أفرد المجتمع هي حائط الصد ، ضد أي غزو ثقافي يهدف إلى محو هوية المجتمع ، لهذا يلجأ المبدعون إلى مكوناتهم الأصلية التي تمنحهم الإحساس بتميزهم عن غيرهم وتثبت أقدآمهم ، فيشرعون بالتنقيب عن ترآثهم القومي ، من أساطير وعادآت وتقاليد ونظم إجتماعية ، والحفاظ عليها بل وتأكيدها.

لهذا إرتكز هذا البحث على محورين أساسيين هما الهوية والمعاصرة ، الهوية بما تعنيه للمصور الجدآري من إلاستفادة من الإرث الحضاري ، والأنتماء إلى ثقافة شعبية موحدة ، والوعي بخصوصية مجتمعه .

والمعاصرة بما تتضمنها من إستيعاب المصور الجدآري لإنجازات نموزج الفن الغربي وموآكبة عصر ما بعد الحدآثة . وقد عرضت الباحثة مفهوم الهوية ومكوناتها لتكون مرتكزاً بنت عليه الإنتباه لفقد الهوية ، . والغزو الثقافي الوآفد ، موضحة، الوجه الأخر للحدآثة الفنية ودور المصور الجداري للتصدي له عن طريق إهتمامه بأصالة مُنتجة الفني، وتعزيزالهوية الذاتية للمصورالجداري في مقابل موآجهة العولمة .