تعتبر فنون الطباعة كأحد روافد الفن المعاصر مجالاً له سماته المميزة لإمكانية التعبير الفلسفي والجمالي الرحب ذو الآفاق الغير محدودة كلغة تشكيلية، فهي محوراً للتجريب الإبداعي اللانهائي لإكساب خبرات ومهارات تصميمية وتقنية عملياً من خلال مفردات العملية الإبداعية التي تجمع بين قدرات الفنان الطباعي الذاتية والملونات والصبغات والخامات والتقنيات فى وحدة عضوية داخل إطار من الإلهام والتفرد مع حداثة الرؤى والتي تولد أفكار غير تقليدية يستلهم منها مصادر جديدة خاصة البيئة المحيطة بكل ما فيها من عناصر ومفردات ونظم وموتيفات جمالية طبيعية ومادية مصنعة تتطلبها الحياة بشتي ميادينها من حوله . وتلعب الخامة دوراً محورياً ووسيطاً أساسياً فى العمليات الإبداعية للمعلقة المطبوعة فهي العنصر المادي الذي تتجسد من خلالها شخصية الفنان التشكيلية و وطرق تعبيره عن مدي تقدمه الفكري التشكيلي والفني وإبداعاته المواكبة للعصر الذي يعيشه والرؤى الحضارية المميزة لكل فترة تاريخية حيث تظفر قيمة الفنية والجمالية. وقد أثرت الاتجاهات الفنية الحديثة على الفنون التطبيقية، فكونت مفاهيم وأبعاد جمالية جديدة نحو تناول الشكل والخامة لتأكيد القيم التشكيلية والتعبيرية والوظيفية فى إبداع الأعمال الفنية^([1]) ويظهر ذلك فى تفعيل تقنيات المجالات الفنية التطبيقية تشكيلياً نحو آراء فكرية مغايرة تدعم مبدأ تداخل الفنون التشكيلية وتكاملها.
 
([1]) Martina Margit, "International Crafts", Thames and Hudson, London, 1990, P.6.