كان الاتجاه نحو التخصص الدقيق هو السمة الغالبة على البحث العلمى والتفكير العلمى حتى منتصف القرن العشرين، فإن آليات العولمة وتفجر الثورة المعلوماتية قد فرضت على العالم المعاصر توجهات وأفكار مغايرة تؤكد على وحدة المعرفة وأهمية التكامل بين المجالات فيما أطلق اصطلاح (Interdisciplinary) (المجالات البينية)؛ "وهو منهج يساهم في تبادل الخبرات البحثية والاستفادة من الخلفيات الفكرية والمناهج البحثية المختلفة بين الباحثين وادماجها في اطار مفاهيمي ومنهجي شامل يساعد على توسيع مجالات دراسة الظواهر والمشكلات وتقديم فهم أفضل لها الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الخروج بنتائج دقيقة وتقديم حلول نافعة قابلة للتطبيق" ⁽¹⁾.
"ويعد التراث احد المصادر الفنية الهامة التي تؤثر وتسهم في فلسفة الفنان البنائية، وفى تكوين شخصيته الفنية، كما أن الفن التشكيلى والتراث متداخلان فلا يمكن فصلها لأنهما يساندان بعضهما البعض منذ أن خلق الإنسان على هذا الكوكب، وإذا كان من الممكن تعريف الفن على أنه إبداع إنساني فإن الإبداع والوعي بالتاريخ والتراث خاصيتان تميز الإنسان من بين الكائنات الأخرى"⁽²⁾ .