تهدف الدراسة لتفسير العلاقة بين أبعاد الذاكرة التنظيمية ودوران العمل، ولاختبار تلك العلاقة، تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وتم قياس متغيرات الدراسة وهي (الذاكرة التنظيمية، دوران العمل) في ضوء ما توصلت إليه الدراسات السابقة، وتم تطوير النموذج بإضافة بعد إمكانية الوصول إلى المعرفة في هذه الدراسة. تم جمع 385 قائمة تحتوي علي إجابات العاملين عن اتجاهاتهم نحو متغيرات الدراسة وبلغ عدد الصالح منها 328 قائمة تم جمعها من العاملين ب 9 شركات من مجتمع الدراسة. تم تحليل البيانات باستخدام أسلوب نمذجة المعادلات البنائية (SEM) من الدرجة الثانية وتم تعديل نموذج الدراسة في ضوء نتائج اختبار الطور الأول للنموذج الذي يحتوي علي عاملين من الدرجة الثانية و33 متغيرا، حتى تم الحصول علي مؤشرات معاملات التوفيق المعيارية بعد طرد 21 متغيرا فرعيا وإبقاء النموذج علي 12 متغيرا فرعيا لمتغيرات الدراسة، وثبتت معنوية النموذج بما يعني أن الذاكرة التنظيمية لها تأثير علي دوران العمل، ووجد أن معرفة الموظف تقلل من دوران العمل، بينما إمكانية الوصول إلى المعرفة لم يكن لها أثر معنوي على دوران العمل، وهذا يحتاج إلى دراسة مستقبلية لتفسيره. توصلت الدراسة إلى أن وجود ذاكرة تنظيمية فعالة داخل الشركة، يمكن أن تخلق تحسينات في استراتيجيات الاحتفاظ بالموارد البشرية. وتوصي باستخدام النتائج من قبل إدارة الموارد البشرية في تطوير استراتيجيات قائمة على إدارة المعرفة وتحسين أنظمة الاتصال بين العاملين وخلق ثقافة التعاون ومشاركة المعرفة. ومن أهم التوصيات بناء إدارة معرفة تراعي خصائص الذاكرة التنظيمية، وكذلك صياغة استراتيجية للحفاظ على الذاكرة التنظيمية في خلال فترات التغيرات الجذرية التي قد تفرضها التغيرات البيئية على المنظمة.