يتمثل موضوع الدراسة في تناول الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة حركة الشباب المجاهدين في الصومال سواءً على المستوى الفردي أو متعدد الأطراف، والتي تبلورت منذ مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي على المستوى الدولي، وتجسدت على المستوى الإقليمي الأفريقي منذ منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة تقريباً، وتعد هذه الجهود مكملة وداعمة للجهود الوطنية "الداخلية" التي تضطلع بها الحكومة الفيدرالية الصومالية. وتتمثل أهمية الموضوع في دراسة واقع مختلف الجهود الخارجية المتعلقة بمكافحة الإرهاب في الصومال، انطلاقاً من كون ذلك يشكل أداة هامة لفهم وتحليل طبيعة وفعالية الأدوار الخارجية في مكافحة الإهاب في الصومال من جانب، وإدراك مدى التأثير الفعلي لهذه الأدوار في الحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي للدولة من جانب آخر، وكذلك الإلمام بمدى انعكاس هذه الأدوار على حالة السلم والأمن الإقليميين في منطقة القرن الأفريقي بصفة عامة من جانب ثالث.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج رئيسية، ولعل من بينها محدودية تأثير الأدوار الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب في الصومال، حيث لم تنجح في اقتلاع أو تجفيف منابع المسببات الجذرية لهذه الظاهرة بشكل تام، كما تواجه مجمل الجهود الخارجية لمكافحة الإرهاب العديد من التحديات السياسية والامنية التي من شأنها التأثير على فعاليتها التشغيلية بشكل كبير. كما تطرح الرؤية المستقبلية احتمالية تزايد ضغوط حركة الشباب المجاهدين بشكل مستمر، وكذلك يتطلب حسم المواجهات العسكرية التي تقودها الأطراف الخارجية بالتنسيق مع الحكومة المركزية الصومالية في مواجهة حركة الشباب المجاهدين تعزيز آليات التنسيق البيني القائم على التعاون والتكامل المشترك بين مجمل عناصر القوات الخارجية من جانب والقوات الوطنية الصومالية وقواعد الميليشيات العشائرية "القبلية" من جانب آخر.