أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على أكثر من منطقة إقليمية وأدت إلى إيجاد العديد من الفرص وفرضت عليها مجموعة من التحديات على المناطق الجغرافية كافة وعلى العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجي. فالحرب خلفت -ولا تزال- أثارا غير محدود وأطلق عليها "الحرب غير المحدودة". ولم يقتصر التأثير على النطاق الجغرافي فقط لحدود دول الصراع بل أمتد ليشمل طبيعة التفاعلات القائمة بين القوى الإقليمية والدولية التي لديها مصالح بمنطقة الشرق الأوسط كالولايات المتحدة وروسيا والصين . فالتأثير ليس جغرافيا فقط بل سياسيا واستراتيجيا يعتمد على عامل المصلحة والقوة ولا سيما القوة العسكرية التقليدية وغير التقليدي، مما يعني إعادة بروز المنظور الواقعي وهيمنته على العلاقات الدولية.
واتسع نظاق التعاون بين دول ذات اختلافات أيديولوجية وخلفيات تنافسية لحد الصراع كالإمارات والسعودية مع إسرائيل، وإيران والسعودية، ويعكس ذلك صحة المنظور الليبرالي القائم على التعاون. ومن ثم، أوجدت الحرب فرصا وتحديات في أنماط التفاعل بين دول زادت علاقات تعاونية تارة وتنافسية أو صراعية تارة أخرى. ونجد أن القوى الدولية لها مصالح فى المنطقة اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا كالولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية الأخرى كإيران وتركيا وإسرائيل والسعودية ومصر.
وأتاحت الحرب فرصة لإيجاد حلول للعديد من الأزمات بالمنطقة منها الأزمة السورية ، والتقارب و التعاون بين الإمارات والسعودية مع إسرائيل. فنجد التقارب السعودي الإيراني بوساطة صينية وكان من نتائجهم أه عودة سوريا لمقاعدها بجامعة الدول العربية وحضور بشار الأسد قرر رئيس لسوريا في مؤتمر القمة العربية 2023 بالسعودية.
لذا يهدف البحث الإجابة عن سؤال مفاده إلى أي مدى أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على التفاعلات الدولية والإقليمية . أى ماهي تداعيات الحرب على توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط؟