يشهد العالم بأسره تحولات استراتيجية هامة، تتركز فى بروز قوى جديدة على الساحة الدولية، والتغير فى موازين القوة الآنية، مما فرض إعادة النظر فى الأولويات والتوجهات السياسية للقوى الكبرى، فبعدما كان الاهتمام يتركز على منطقة الشرق الأوسط، باتت تشكل مناطق جغرافية أخرى من العالم أهمية مضاعفة بالنسبة لهذه الدول على رأسها (القارة الإفريقية موضع الدراسة).
تسعى الدراسة إلى رصد أهم التحولات الدولية الراهنة وخاصة تلك المتعلقة بشكل النظام الدولى، وتًبٌيُن انعكاسات تلك التغيرات على السياسات الدولية للولايات المتحدة الأمريكية والصين تجاه إفريقيا فى أعقاب الحرب الباردة، والوقوف على مدى التغير والاستمرارية فى التوجهات الخارجية لتلك القوى نحوها.
توصلت الدراسة لنتيجة رئيسية مفاداها، تجذر التنافس الدولى على موارد القارة منذ القدم، إلا أن ذلك التنافس الدولى قد أنجز انتقاله من البعد الجيوسياسى إلى الجيو اقتصادى، بمعنى أن هذا التنافس وإن لم يكن خاليًا من أبعاد سياسية واستراتيجية فإن البعد الاقتصادى بات هو الأكثر وضوحًا، فضلًا عن تنوع آليات ذلك التنافس بالاعتماد على كافة أشكال القوة (الصلبة والناعمة) هذا من جانب، ومن جانب آخر تشابك وتقاطع مصالح الدول الكبرى والإقليمية فى القارة نظرًا لتعدد اللاعبين والمنافسين وتقارب المصالح وتعارضها. وعليه فإن السياسات والتجاذبات الدولية نحو القارة باتت تتوجه بشكل مختلف عما كان سابقًا.