يتمثل الموضوع محل الدراسة في تناول دوائر الحركة الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا منذ عام 2014، والمتمثلة بالأساس في ثلاث دوائر رئيسية (السياسة، الأمنية والعسكرية، الاقتصادية)، وتكمن أهمية دراسة هذا الموضوع في ضوء أن المكون الأفريقي يعد بمثابة أحد الجوانب الرئيسية في الهوية المصرية على المستوى الخارجي تقليدياً بحكم التاريخ والجغرافيا، كما أن أفريقيا شكلت أحد أهم دوائر الحركة الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية منذ قيام ثورة 30 يونيو 2013، فضلاً عن سعى مصر لإعادة تشكيل المدركات الأفريقية حيال مصر ودورها في أفريقيا عبر تبني اقتراب الشراكة الإقليمية القائمة على التكامل والتعاون البيني المشترك مع دول القارة الأفريقية. وقد تم تقسيم الدراسة محوريين رئيسيين، أما الأول فيتمثل في الإطار النظري للدراسة، بينما يكمن الثاني في إلقاء الضوء على دوائر الحركة الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا منذ عام 2014، قبل أن تختتم الدراسة بقراءة تقويمية لواقع السياسة المصرية في أفريقيا، مع طرح رؤية مستقبلية تتضمن بعض السبل المقترحة لتفعيلها.
وقد توصلت هذه الدراسة إلى وجود تغير جذري بشكل إيجابي على كافة الأصعدة فيما يخص واقع السياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا منذ عام 2014 وذلك بالمقارنة بالفترات السابقة على هذه الفترة الزمنية، حيث أن ثمة تنامي كبير في كثافة التفاعلات المرتبطة بمجمل دوائر الحركة الرئيسية (السياسية، الأمنية والعسكرية، الاقتصادية) على كافة المستويات المختلفة، وتشير الرؤية المستقبلية إلى وجود استمرارية مرجحة فيما يخص تنامي التوجهات والتحركات المصرية تجاه أفريقيا بشكل كبير، كما طرحت مجموعة من السبل المقترحة لتعزيز سياسة مصر في أفريقيا، ولعل من أبرزها تعزيز دور الدبلوماسية غير الرسمية (الشعبية)، والتركيز بشكل أكبر على مختلف مكونات القوة الناعمة.