يتناول هذا البحث المنهجية التأريخية بين النقد والتحليل عند أبى العباس أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم ويلقب بتقي الدين، ويعرف بالمقريزي من خلال كتابه " إغاثة الأمة بكشف الغمة " الذى تناول فيه تاريخ المجاعات التي نزلت بمصر منذ أقدم العصور إلي سنة ۸۰۸ هــ وهي السنة التي أُلف فيها، وقد تعرض بالبحث فى الناحية الاقتصادية الاجتماعية من تاريخ مصر، حيث يحاول أن يتقصي أسبابها، ويقترح العلاج الاقتصادي الصحيح لدائها ودوائها، كما أنه يتناول طبقات المجتمع المصري في عهده بالتقسيم والتصنيف، ويصف كل طبقة من طبقاته في شيء من التفصيل، دراسة ناقدة تحليلية، يغلب عليها الطابع الاقتصادي الاجتماعي، كما أنه ينتقد كثيراً من الأوضاع القائمة في الدولة وما يرتبط بها من سوء تصرفات الحكام، و يُرجع تلك الأزمات التي تحل بالبلاد إلي تلك الأوضاع والتصرفات، ونراه يحلل تلك الأزمات تحليلاً اقتصادياً، يجمع بين العمق والإيجاز، ويشرح ما لها من آثار اقتصادية واجتماعية، مما يجعل من كتابه هذا ظاهرة فكرية لها أهميتها وخطورتها في عصر سلاطين المماليك. وبعد أن يستعرض تاريخ المجاعات يحاول تشخيص أسباب الأزمة الطاحنة التي كانت مصر تعيش في ظلها في أوائل القرن التاسع الهجري ويقترح الحلول العملية لها. وقد تضمن البحث التعريف بالمقريزى وأهمية كتابه،و الكتابة التاريخية فى عصره و المنهجية التأريخية عنده و النقدى التأريخى الذى يتبعه و المنهج التحليلى عنده، والعديد من النتائج التى توصل إليها الباحث.