ملخص الدراسة:

امتدت فاعلية وتأثير وسائل الاتصال الحديثة وخطورتها ودورها الحيوى فى حياة الفرد والمجتمع ليس فقط بصنع الرأى العام وتوجيهه، بل إنها باتت تشترك فى بناء شخصية الفرد وتحديد قيمه والتحكم فى مواقفه وسلوكياته، لقد باتت تفرض نفسها كلاعب أساسي وشريك فاعل فى عملية التنشئة الاجتماعية والتربوية، وهنا مكمن الخطر لاسيما إذا كان الفرد صغيرًا لم يكتسب المعرفة الكافية التى تحصنه إزاء ما يواجهه من أفكار؛ حتى تحولت إلى ملاذات يحتمى بها الشباب،وقد وصف داء العصر بأنه عصر العزلة الاجتماعية التى صارت وباء متناميا بعد ما أظهرت وسائل التواصل الاجتماعى تواصل افتراضى وعلاقات هشة، كما إن السباق فى مواقع التواصل الاجتماعى لا يخضع لقيم الجودة والرصانة والاستحقاق بل تكون الغلبة للأكثر تأثيرًا وانتشارا بغض النظر عن المحتوى وهو ما يؤدى إلى التشوه المعرفى لدى فئة الشباب.

يهدف هذا البحث إلى «دراسة علاقة الافراط فى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بإهدار كل من رأس المال النفسى والاجتماعى والتشوه المعرفى لدى فئة الشباب فى الجامعات المصرية، تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة التطبيق من220 طالب وطالبة من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17و 25سنة ، ولتحقيق غاية الدراسة تم بناء المقاييس النفسية المتعلقة بمتغيرات البحث. وتشير نتائج الدراسة الاستطلاعية إلى وجود علاقة إرتباطية موجبة بين الافراط فى استخدام شبكات التواصل الاجتماعى وإهدار رأس المال النفسى والاجتماعى، كما يمكن التنبؤ فى ضوء الدراسة الاستطلاعية بوجود علاقة طردية بين الافراط بإستخدام مواقع التواصل الاجتماعى والتشوه المعرفى كما باتت تهدد تلك المواقع بتلاشى ملامح الهوية وسقوط الثوابت الثقافية لدى فئة الشباب وهو ما يعد نذير خطر يدعو لإستنهاض القوى والتوصل لحلول.