تعتبر مهنة التدريس من المهن الفنية الدقيقة التي تحتاج إلى إعداد جيد لمن سيقوم بالتدريس، فهي ليست مجرد أداء آلي يمارسه أي فرد، ولكنها مهنة لها أصولها، وعلم له مقوماته، وفن له مواهبه. وبالتالي فهي تتطلب فيمن يمارسها الكثير من الإمكانيات والمهارات ذلك لأنه سيقوم بممارسة هذه المهنة لمدة طويلة وليس لفترة محدودة، ولهذا يجب إعداده إعدادًا مهنيًا وفنيًا ووظيفيًا وثقافيًا ونفسيًا واجتماعيًا، إعدادًا يمكنه من القيام بدوره بنجاح، وهذا يوضح أهمية مهنة التدريس وأهمية اختيار من يقومون بها، ومدى فاعلية دور المعلم في حياة الأمم والشعوب.
لذا جاء مفهوم تمهين التعليم ليُحدد الشروط التي يجب توافرها في المعلم حتى يُصبح عضوا فعالًا في هذه المهنة، فمهنة التعليم تتطلب إعدادًا متخصصًا يرتبط فيه أعضاؤه بروابط مهنية محددة، وإذا أردنا للتعليم أن يتحرك سريعًا على طريق التمهين وإكسابه صفة المهنية فلا يجب أن يُسمح بأن ينضم للمهنة إلا من لديه تصريح بذلك من هيئة مهنية رسمية.
وفي ضوء محدودية قدرة الأكاديمية المهنية للمعلمين في توفير ترخيص مزاولة المهنة، وضعف القوانين الملزمة بالحصول على رخصة مزاولة المهنة، وفي ضوء نتائج الدراسات السابقة، قامت الدراسة الحالية بتقديم تصور مقترح للترخيص بمزاولة مهنة التدريس في مصر يشمل أهداف التصور المقترح، ومنطلقاته، ثم المراحل التي يمر بها.