هدفت الدراسة إلى : التعرف على المعالجات الحداثية لاستلهام التراث في مسرح الطفل ، وأثر تلك المعالجات في ثقافة الطفل المعاصر، خلال استعراض نموذج من تلك النصوص المستلهمة للتراث وهي مسرحية " حلم علاء الدين" ل (سمير عبد الباقي )، وقد تناولت الدراسة تلك المسرحية بالشرح والتحليل والوقوف على أثر تلك المعالجة في ثقافة الطفل المعاصر، وجاءت النتائج مؤكدة أن (سمير عبد الباقي ) فكك خلال مسرحيته الفكرة الراسخة في الأذهان حول قدرة الجان على تحقيق الأحلام، وشوه صورة الجني، وقدم لنا جني ضعيف غير قادر على تحقيق أي شيء، مثير للشفقة، متسول يطلب العشاء كل ليلة من البطل ، كما أبرز المؤلف خطورة المواد الحافظة والمعلبات والتلوث والدمار على الصحة، بشكل كاريكاتير فانتازي، كما عرض لنا صورة حية للإنسان المتوكل المتمثلة في الصعلوك،، كما فكك المؤلف حكاية علاء الدين التراثية المعروفة وقدم لنا (علاء الدين ) في صورة مغايرة تمامًا فالبرغم من أن علاء الدين كان ينتظر جني وعندما وجد المحبة وخرج له جني وبعد رحلة طويلة داخل المدينة الخشبية التي اخترعها الجني، وحواره مع بدر البدور ثم قبض الحراس عليه وكاد يدفع حياته ثمنًا لتهوره استيقظ علاء الدين ليكشف المؤلف أن كل ذلك كان حلمًا، وبالتالي جاءت معالجة (عبد الباقي ) تعكس كل التوجهات الحداثية خلال التصدي لسلبيات التراث مما يحقق التوازن بين الأهداف التربوية والتقنية وفي نفس الوقت يحافظ على روح التراث وآصالته، مما جعل النص يحترم عقلية الطفل المعاصر ويؤثر تأثيرًا إيجابيًافي ثقافة ثقافته.