تعانى اللغة العربية من تهميش فى جل المجتمعات العربية طال الحياة العامة ونخر فى النظام التعليمى. كان من أسباب هذا التردى، تردى الوضع داخل الجامعة فى كليات العلوم التطبيقية وكليات العلوم الإنسانية ومنها الكليات والأقسام التى تتعامل مع علوم اللغة العربية. لم تستطع الكليات والأقسام المتخصصة فى اللغة العربية والأقسام التقنية التى تتعامل مع اللغة أن تستوعب المتغيرات الثقافية على الساحة فتم تهميشها مما جعلها تتقوقع على نفسها وهو ما عَجَّل بتدهور وضع اللغة فى المجتمع. ساهمت كليات التربية والمعلمين فى تجذير الانهيار الحادث فى اللغة العربية فبدلاً من معالجة الأمر بتجويد ممارساتنا اللغوية لتخريج أكفاء يمكنهم الحفاظ على مكونات هويتنا نجدها تنشأ أقسامًا لتعليم المواد التطبيقية بلغات أجنبية! هذا الوضع يتطلب أن تعود كليات الجامعة ومنها كليات العلوم اللغوية الأدبية والتقنية إلى أن تتصدر المشهد بإنتاج متميز يصب فى سلامة اللغة العربية وعاء هوية وثقافة وإنتاج أمتنا.

تضع الورقة أيدينا على بعض جوانب الخلل غير المحكى عنها باعتبار أن كل شىء على ما يُرام وتحاول أن تستبصر ما يمكننا فعله لتنمية أمتنا والارتقاء بها. كما توضح الورقة الدور السلبى الذى يلعبه أستاذ الجامعة فى بلداننا العربية فى منظومة تنمية أمتنا، وفى نفس الوقت تركز الورقة على ما يمكن لأستاذ الجامعة أن يؤديه ليصبح هو منارة الإصلاح والتنمية للمجتمع ككل.