تعد الدراسات الصوتية واحدة من الدراسات اللغوية العربية، التي أولاها العلماء العرب اهتماما كبيرا وملحوظا، لما تمثله هذه الدراسات من علاقة وشيجة وقوية في الحفاظ على تجويد القرآن الكريم وتلاوته غضاٌ ندياٌ، كما أقرأه جبريل عليه السلام أمين الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم، كما تتميز هذه الدراسات الصوتية بميزات الدقة والعمق والشمول، حيث توجهت همم العلماء العرب الصادقة، رغبة في الحفاظ على أصوات اللغة العربية، باعتبارها اللبنة الأساسية في البناء الهيكلي العام لهذه اللغة الشريفة (1).
وبذلك شاءت هذه الدراسة البحث حول أحد هذه المستويات اللغوية وهو " المستوى الصوتي" في كتاب "حجة القراءات" متكئين في ذلك، على جهود أجدادنا العلماء، بحيث يعنى هذا المستوى بدراسة الأصوات اللغوية، من حيث مخارجها وصفاتها، وكيفية النطق بها، فهو مستوى يهتم بالكلمات، من حيث البناء الصوت (2) إذ تم النظر إلى هذا المستوى من وجوه عدة في كتاب ابن زنجلة بأجزائه كاملة.
أما المنهج الذي اتبعته الباحثة فقد كان تحليلي وصفي، حيث كان اعتماد البحث على تحليل النصوص، واستقراء الظواهر مع محاولة الإفادة من مختلف الإتجاهات والمناهج، كما تحقق شرط المعرفة القائمة بدليل الإحالة لمصادر العلمية كدراسة ابن الجزري، في كتابه النشر في القراءات العشر، وابن جني، في كتابه سر صناعة الإعراب وغيرهم.
وتكمن أهمية الدراسة إذ يعد هذا الكتاب فريد في بابه، فإنه ليس موضوعا مختصا بالقراءات كعادة الكتب، بل فيه معرفة وجه هذه القراءة، مما يساعد على فهم القرآن الكريم بمختلف القراءات السبعة.