السيميائية فعالية دلالية، ونشاط معرفي وفلسفي لفهم الحياة ومعطياتها، والسيميائية الثقافية هي جزء من الكون السيميائي تنظر إلی العلاقات الحوارية بين الثنائيات المتقابلة، وترسم إطار النوأة المركزية والهامش. تعتبر الدراسات السيميائية الثقافية سبيلا تنظيريا ومنهجيا بوصفها آليات ناجحة للتحليل الثقافي، فهي قادرة علی النظر في العلاقات الحوارية التواصلية للمجتمع البشري، إذ تبرز هذه العلاقات عبر المفاهيم الجوهرية للكون السيميائي الذي رسمه يوري لوتمن، ومنها التقابل الثنائي، واللاتجانس، والمركز والهامش، والحدود. ومن هذا المنطلق، تعتبر الثقافة انعكاساً للفكر الإنساني ومكوّناً جوهريّاً من مكوّنات المجتمع ومجسّداً لهويته ومجملاً لسماته المميّزة ونتيجة للوعي الفردي أو الجماعي بالذات.ونموذج یوري لوتمن، هو النموذج الأمثل، والقابل للتحليل مع عدة نماذج صغيرة؛ فالطبيعة رمز من الخائوس (لاالنظام) وذلك مقابل الثقافة التي ترمز إلی الكوسموس (النظام) كما أن الطبيعة ترمز إلی البربرية مقابل الثقافة التي ترمز إلی الأنا، فهذه النماذج تدل علی مفارقة «الأنا» و«الآخر»؛ فالبحث هذا قام بتحليل مؤلفة نجيب الكيلاني المسماة «بالربیع العاصف» وذلك علی أساس نظرية يوري لوتمن وبالاعتماد علی المنهج الوصفي-التحلیلي. وتوصل إلی أنّ الحب الحقيقي الذي لايرتكز علی الشهوة والغرائز الجنسية هو رمز الثقافة والأنا والنظام؛ والحب الشهواني الذي یرتکز علی الغرائز الجنسية هو رمز الطبيعة، والآخر والفوضی.