تسفر المعالجة النقدية لموضوع الإيقاع في قصيدة النثر عن نقاشٍ ذي جدل واختلاف. ومرد ذلك؛ عدم الاتفاق على وجود الإيقاع في الجنس النصي المصطلح عليه بقصيدة النثر، التي يتأرجح تحديدها المفهومي والتعريفي بين الشعر والنثر. وفي مطالعة للنتاجات اللغوية الفنية المندرجة تحت مصطلح قصيدة النثر، لا يمكن تخطي المشروع الجمالي للشاعر البحريني قاسم حداد^[1]. لقد وصف أدونيس قاسم حداد ذات حديث بأنه واحدٌ من أفضل ثلاثة شعراء في الساحة الشعرية العربية^[2]. وفي سياق هذه المناقشات والآراء، اجتهدت الدراسة في تفحص ورصد المكونات المحتملة للبنية الإيقاعية في قصيدة النثر، مستثمرةً نصوصًا من مجموعة "شظايا" للشاعر قاسم حداد بالدراسة والتحليل التنقيبي. بنيت هذه الدراسة على مقدمة وفصلين وخاتمة. اجتهد الفصل الأول في التقعيد التنظيري لمفاهيم البنية الإيقاعية، وقصيدة النثر، والإيقاع الداخلي، باختلاف الرؤى التي عالجت هذه المفاهيم. وتقصى الفصل الثاني احتمالات الإيقاع في نصوص من مجموعة "شظايا" للشاعر قاسم حداد، بوصفها ممثلةً لقصيدة النثر. وانتهت الدراسة بخاتمة، أجملت الموضوعات التي نوقشت في المتن البحثي.   ^[1]  قاسم حداد: شاعر بحريني، ولد عام 1948، حائز على جائزة سلطان العويس في حقل الشعر عام 2001. نشر أول أعماله "البشارة" عام 1970، وآخرها "أيها الفحم يا سيدي" عام 2015. ^[2]  انظر: عبده وازن، الأربعاء، 24 مارس، 2010. لقاء مع قاسم حداد الحياة اللندنية