يعد الفخار من أقدم الفنون والحرف فى مصر القديمة وأكثر أنواع التراث الثقافى المادى المعثور عليه فى المواقع الآثرية؛ فهى من الحرف التى رافقت الإنسان منذ بداية الآزمنة المبكرة له على سطح الأرض؛ لذلك كانت مرآة تعكس تطور المجتمعات وشاهد عيان على معتقداته الدينية والثقافية.

كان الغذاء هو العامل الأهم لإستمرار الحياة؛ ربط البعض بين معرفة الزراعة كمصدر أساسى للتغذية ولإستقرار ومعرفة الفخار وقيام الحضارات؛ وعلى الرغم من ذلك وجدت البدايات الأولى للأوانى الفخارية فى مجتمعات رعوية؛ وعليه وقع الإختيار على الطين كمادة خام طبيعية ومعالجتها للتكيف مع البيئة؛ فكان الهدف المنشود منها هو الحصول على حاويات لحمل السوائل أوتخزينها أوإنضاج محتواها، لذلك يعتبر الفخار دليلا آثريا لإستقرار الإنسان والمجتمعات، وظهور اللبنات الأولى للحضارة؛ فكان الطهى (الطعام المطبوخ) جزء من ثقافة الإنسان والبيئة المجتمعية.

تميزت المنتجات الفخارية بتنوعها فى المادة الخام وتقنية الصناعة والأشكال والزخارف طبعا للوظيفة المنشودة منها؛ فكانت أوانى الطهى من الأنماط المعبرة عن ثقافات الشعوب الغذائية المتوارثة فكانت ذات وظيفة خاصة؛ رأى البعض أن أول إستخدام للأوانى الفخارية كان فى عملية إنضاج الطعام وطهية؛ فلعبت الأوانى الفخارية دورا هاما فى حياة الشعوب منذ عصور ما قبل التاريخ فكانت جزءا أساسيا من مكونات منزله.وفرته البيئة من مواد غذائية وفرضه التطور والتبادل الثقافى والتداخل ما بين المجتمعات المختلفة وما تنم عنه من مستوى مادىة