أن تسبيب الأحكام القضائية يعد أحد أهم الموضوعات الهامة فهو التزام قانونى قائم عليه الحكم القضائى فالهدف من تسبيب الأحكام هو بث الثقة و الطمأنينة لعدالة المحكمة فى نفوس الخصوم و أيضاً يؤكد من خلاله القاضى أنه قد خاض بطلبات الخصوم و أجاب على دفوعهم المثاره و لم يغير سبباً أو يتجاوز نطاق الخصومة و أنه ناقش جميع الأدلة و درسها دراسة دقيقة . أهمية البحث وسبب إختياره: أن التسبيب إلتزاماً على المحكمة لابد أن تأخذه فى الأعتبار عند إصدار الأحكام القضائية و أن الخلل فيه يجعل الوهن و الضعف يتسللان إلى الحكم و قد يترتب عليه فسخه أو نقضه أو تعديله ، و ذلك لأن التسبيب هو المرأه الناصعة البياض التى من خلالها يتم إدراك الأساس الواقعى و القانونى للحكم الذى نطق به القاضى و ما تضمنه هذا الحكم من منطوق . إذن فالتسبيب هو الترجمة الصادقة لكلاً ما دار بالدعوى من دفوع و طلبات و هو الذى يجعل القاضى حذراً فى حكمه لأنه مسئولاً عن إيضاح الأسباب التى دفعته إلى أصدار حكمه وو ذلك كونه يعلم مسبقاً أنه المفتاح الرئيسى الذى بواسطته يتم الولوج إلى الحكم الصادر منه و إلى الدعوى و ذلك سواء من قبل الخصوم أو من قبل محكمة الطعن على الحكم. و بناء على ذلك فإذا توفى فى الحكم عيب عدم التسبيب نلمس أثره من الناحية المعنوية على نفسية الخصوم و أيضاً يفقد الحكم ثقته أضف إلى الجزاء القانونى حيث يكون الحكم قابلاً للطعن و النقض .