جلبت التطورات العلمية والتقنية الحديثة معها، مخاطر شديدة الوقع على البيئة وكان لهذا التطور أثر كبير في حياة الإنسان وأساليب تفكيره وتخطيطه للمستقبل، فنحن نعيش اليوم مرحلة من الزمن، نحتاج فيها إلى الاهتمام المتزايد بالبيئة أكثر من أي وقت مضى، بسبب احتياجات ومعطيات هذا العصر، وكان التوازن البيئي قائماً بين الإنسان والبيئة حتى بداية القرن التاسع عشر، ولم يكن هناك وجود لمشكلة التلوث بالمقدار الحالي، ومع نهاية القرن التاسع عشر ظهر التلوث بظهور التصنيع ودوران عجلة التنمية، وازداد حجمه باتساع نشاط الإنسان، خصوصاً حول تجمعات المدن الكبيرة حيث تلقى آلاف الأطنان من الغازات والغبار والأتربة التي تفسد الهواء وتخل بمكوناته الطبيعية فتجعله غير صالح للتنفس. إن الذى حدث للبيئة في العقود الماضية نتيجة التلوث وتزايد استغلال الموارد الطبيعية، وانبعاث الغازات العادمة ومخلفات الصناعة وتسرب المواد السامة ، أدت إلى زيادة الوعي وظهور جمعيات ومنظمات (جمعية حماية البيئة من التلوث كمنظمة غير حكومية مصرية ) مختلفة تنادي بالمحافظة على البيئة، وسن تشريعات حكومية لتنظيم العلاقة بين المستهلك والبيئة، وبناء على ذلك فقد بدأ الاهتمام بنمط جديد من التسويق يعرف بالتسويق الأخضر يتمحور حول الالتزام القوي بالمسؤولية البيئية في ممارسة الأنشطة التسويقية، لتستطيع المؤسسات العمل والإنتاج في بيئة صالحة وتقدم منتجات صديقة للبيئة، التي تساعدها على تحقيق العديد من المزايا التنافسية، مثل الحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم الإضرار بالبيئة وتحقيق الرضا والرفاهية للمستهلك من خلال تقديم منتجات آمنة وغير مضرة بالبيئة (القريوني ، محمد قاسم، 2017).  ونظرًا لأهمية دور المؤسسات الصناعية في الاقتصاد الوطني، وبسبب المشاكل الخاصة بالتوجه البيئي لدى هذه المؤسسات والأضرار البيئية الناتجة عنها، سوف يتم البحث في طبيعة تكوين المزيج التسويقي والميزة التنافسية لها ومدى التزامها بمعايير ومفاهيم المنتج الأخضر حسب المعاير الدولية، التي ستنعكس على تحسن المزايا التنافسية للمؤسسة وزيادة أدائها وحصتها السوقية