لقد سمح التطور التكنولوجي بإبداع وسائل دفع إلكترونية والتي تولدت عن تطور شبكة الإنترنت وبروز التجارة الإلكترونية مما سمحت هذه الوسائل باختصار الوقت والتكلفة وتحقيق مزايا لم تتمكن وسائل الدفع التقليدية من تحقيقها، ولكن هذا لا يعني أنها تخلو من العيوب. هذا التطور التكنولوجي الذي يخدم المتعاملين حمل في طياته عدة مخاطر تهدد المعاملات التجارية الالكترونية خاصة الجرائم الإلكترونية وجرائم البطاقات البنكية. وانطلاقاً من الدور الإيجابي الذي تلعبه الأوراق التجارية الالكترونية فإنها قد تتعرض للتلاعب والتحايل من الاستخدام غير المشروع مما يمثل تهديداً مباشراً لحاملها ومصدرها من جهة، وكذا بالنسبة للاقتصاد الوطني والدولي من جهة أخرى، الأمر الذي يستوجب وجود نظام قانوني وتشريعي متكامل يحقق الحماية القانونية لها ولأطرافها. وتعتبر الأوراق التجارية الالكترونية وسائل دفع الكتروني  التي هى من أهم التزامات المشتري في العقد الالكتروني، والذي يتم في بيئة إلكترونية تجعله متميزاً تمامًا عن التزام المشتري بالدفع في العقد التقليدي، بحيث يتم في بيئة إلكترونية بهدف تسهيل المعاملات التجارية الإلكترونية خصوصًا التجارة الدولية، عن طريق إتاحة تحويل ثمن الخدمة أو السلعة المشتراة إلى الطرف الآخر من خلال تكنولوجيا الشبكات )الإنترنت(  . وفي العصر الحديث، فقد ظهرت وسائل دفع جديدة وهى وسائل الدفع الالكترونية، التي تولدت عن تطور شبكة الانترنت وبروز التجارة الالكترونية، والمتمثلة في الأوراق التجارية الالكترونية ، ومنها الكمبيالة الإلكترونية ، والسند لأمر الإلكتروني ، والشيك الإلكتروني ، والدفع بالبطاقات سواء بطاقة الائتمان أو بطاقة الدفع عند نقطة البيع أو الحوالة الإلكترونية المصرفية بأنواعها المختلفة .         وفي ذات الوقت تشهد نظم المعلومات ثورة هائلة أدت لتغييرات جذرية متسارعة، حيث ظهرت تطبيقات جديدة لأنظمة المعلومات ومعايير حديثة لتصميم هذه النظم، أبرزها ما يُعرف بتقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي يُعدُّ حقلاً جديدًا نشأ كأحد علوم الحاسب التي تهتم بدراسة وفهم طبيعة الذكاء البشري ومحاكتها، لخلق جيل جديد من الحاسبات الذكية التي يمكن برمجتها لإنجاز الكثير من المهام التي تحتاج إلى قدرة عالية من الاستنتاج والاستنباط والإدراك، وهي صفات يملكها في الأصل الإنسان البشري، وتندرج ضمن قائمة السلوكيات الذكية التي لم تكن الآلة مهيأة لاكتسابها في الماضي القريب.