يشير مصطلح المجتمع المدني إلى كل أنواع الأنشطة التطوعية الحرة التي تنظمها الجماعة حول مصالح وقيم وأهداف مشتركة لأفرادها تسعى إلى تحقيقها, أو لتقديم خدمات للمواطنين , أو لممارسة أنشطة إنسانية متنوعة , وتلتزم في وجودها ونشاطها بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح والمشاركة والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف , ويضم المجتمع المدني مجموعة واسعة النطاق من الجمعيات ينشئها أشخاص تعمل لنصرة قضية مشتركة  تتمثل في المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية , والنقابات العمالية والمهنية , وجماعات السكان الأصليين , والمنظمات الخيرية والدينية , ومؤسسات العمل الخيري ,  التي لها وجود في الحياة العامة وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها أو الآخرين استنادا إلى اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية , أما الميزة المشتركة التي تجمع بين منظمات المجتمع المدني كافة على شدة تنوعها فهي تتمثل في استقلالها عن الحكومات والقطاع الخاص من حيث المبدأ , وهذا الطابع الاستقلالي هو ما يسمح لهذه المنظمات بأن تعمل على الأرض وتضطلع بدور هام في أي نظام ديمقراطي , وفيما يتعلق بالمجتمع المدني في تركيا فقد شهد انتكاسة كبيرة في بداية العهد الجمهوري نتيجة سيطرة الدولة على كافة النشاطات الحياتية ولم تتح الفرصة للمجتمع المدني بالظهور مجددا إلا بعد مرحلة التعددية السياسية نهاية الأربعينيات ومطلع الخمسينيات من القرن العشرين , وقد أثرت الانقلابات العسكرية المتكررة بصورة مباشرة على مؤسسات المجتمع المدني , إلا أن هذه المنظمات شهدت نهوضا جديدا بعد انتقال الحكم للمدنيين عام 1983م ضمن البرنامج الإصلاحي الذي تبناه الرئيس التركي آنذاك تورغوت أوزال , كما شهد مطلع الألفية نموا مطردا في عدد مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وأعداد المنتسبين إليها.