علي الرغم من الأهمية التي تحظى بها سياحة التنزه بالممرات الجبلية في العديد من المقاصد الجبلية العالمية، إلا أن ممارسة هذا النمط السياحي في مصر ولاسيما في منطقة جبال البحر الأحمر لا يزال محدوداً إلى حد كبير بالرغم من التنوع الهائل في المقومات الطبيعية والبيولوجية اللازمة لهذا النمط من دروب وأودية وجبال شاهقة فضلاً عن المحميات والنباتات الطبيعة والمياه الصافية ...إلخ. ويرجع ذلك بشكل كبير إلى القصور الملحوظ في بعض المقومات السياحية الأخرى الداعمة لهذا النمط المستحدث وصعوبة الوصول إلي تلك المناطق الجبلية الوعرة والمتطرفة في كثير من الأحيان عن الطرق الرئيسية الممتدة عبر الجبال، وعدم توافر المرشدين السياحيين المختصيين المدربين على قيادة مثل هذه المجموعات السياحية بما يكفل أمن وسلامة أفراد المجموعات من جانب والحفاظ على البيئة ومقوماتها الطبيعية والبيولوجية من جانب أخر، هذا بالإضافة إلى ضعف عمليات التسويق للسياحة الجبلية في مصر بشكل عام وفي منطقة جبال البحر الأحمر بشكل خاص. وفي هذا الصدد، يهدف البحث إلى التعرف على مقومات السياحة الجبلية في منطقة جبال البحر الأحمر والأنشطة الرياضية والترفيهية التي يتم ممارستها بتلك المنطقة ولاسيما بالتركيز على نمط التنزه في الممرات الجبلية والأنشطة الجاذبة لمرتادي هذا النمط من هواة المغامرة والإستكشاف وما يرتبط به من تحديات تعوق تسويقه والترويج له على النحو الأمثل، كما إستهدف البحث إلقاء الضوء على الوضع الحالي لمقومات نمط السياحة الجبلية في مصر بصفة عامة ومقومات سياحة التنزه بالممرات الجبلية فى منطقة جبال البحر الأحمر في مصر بصفة خاصة والطرق المثلي لتسويقها بهدف استقطاب شرائح سياحية جديدة. وقد اعتمدت الدراسة الميدانية للبحث على المنهج الوصفي والذي تضمن جمع البيانات باستخدام وسيلتي الاستبيان والمقابلات الشخصية، وقد اشتمل الاستبيان على توزيع استمارة استقصاء على عينة عشوائية من السائحين المتواجدين بالمنطقة موضوع الدراسة خلال الفترة من يونيه إلى أغسطس٢٠٢٢ وقد اشتملت العينة (١٠٠ مفردة)، أما المقابلات الشخصية فقد تم عقدها مع خمسة عشرة خبيراً من خبراء قطاع السياحة المصري. وخلٌصت الدراسة إلى بعض التوصيات التي تساهم في التسويق الفعّال لنمط سياحة التنزه بالممرات الجبلية في منطقة جبال البحر الأحمر.