يعد هذا الكتاب الذي بين أيدينا من التفاسير المختصرة لكتاب الله (عز وجل)، وقد اختصره محمد بن أيوب التاذفي المتوفي في بداية القرن الثامن الهجري؛ لحاجة النشء إليه، فقد اطلع على تفاسير كثيرة، ولكنه لم يجد مُراده فيها، فألف هذا الكتاب ليكون عونا لكل متعلم.
قام الباحثان بتحقيق مقدمة الكتاب، وسورة المُلك؛ فهي الواقية، والمُنجية كما ورد في تسميتها، وليس الغرض من تأليف كتاب " المختصر الراشف من زلال الكاشف" تفسير آيات القرآن الكريم فحسب وإنما تناول مؤلفه بعض القراءات القرآنية، مع بيان أوجه الإعراب، واللغة، والبلاغة، والفقه، فالكتاب له أهمية كبيرة في الحفاظ على التراث الإسلامي العربي وإخراجه بصورة تبرز ما فيه من معلومات قيمة.
نلاحظ فيما قمنا به من تحقيق المقدمة وسورة الملك من كتاب مختصر الراشف من زلال الكاشف للتاذفي خلوه من آراء المعتزلة، وقد ذكر التاذفي هذا في مقدمته، بالرغم من اعتماده على تفسير الكشاف للزمخشري المشهور بآراء المعتزلة.
يرى الباحثان أن هذا المخطوط يمثل مصدرا مهما في تفسير القرآن الكريم، حيث جمع عددا كبيرا من التفاسير والآراء المختلفة، مع إظهار رأي المؤلف أيضا في بعض المواضع، فالواجب علينا تحقيق مثل هذه المخطوطات للحفاظ على التراث العربي والإسلامي.