ومن خلال عمل الباحثة بمركز دكتور حسن حلمي لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة لاحظت وجود صفات لدي حالات التوحد تسبب لهم بعض المشكلات السلوكية، مما دفع الباحثة الي البحث والتقصي والدراسة حول هذه المشكلات، حيث ان طيف التوحد اضطراب يعرقل النمو الطبيعي لدماغ الطفل المصاب به وذلك في مجالات التفكير والتفاعل الاجتماعي والانفعالي، مما يجعل طفل طيف التوحد يواجه صعوبة في نقل أفكاره ورغباته إلي من يحيط به، وهو لا يجيد استعمال اللغة بشكل مناسب كما أنه يفشل في استخدام التواصل مع محيطه لكنه يستعمل بدائل اللغة بحركات الأيدي وتعابير الوجه، ويؤدى هذا الفشل لإحباطه ويزيد ميول العزلة لديه، ويؤدى إلي تفاقم السلوك غير المقبول.
بالإضافة إلي ذلك يتسم طفل طيف التوحد بعجز في التواصل مع الاخرين نتيجة قصور واضح في استقبال المعلومات او توصيلها للآخرين، فيعوض ذلك بأنماط سلوكية غير مناسبة للبيئة او الوسط الاجتماعي المحيط به، فتسبب له العديد من المشكلات السلوكية مثل العدوان والعناد وسلوك ايذاء الذات والاعتمادية الزائدة وعدم القدرة علي العناية بالذات والنشاط المفرط، ومع كل هذا لاحظت الباحثة قلة الدراسات والابحاث التي درست هذه الفئة ومجال علاجها مقارنة بالدراسات والابحاث التي اجريت علي انواع من الاعاقات الأخرى من ذوي الاحتياجات ونظرا لعدم اعطاء اطفال التوحد حقهم من الرعاية والاهتمام والخدمات اللازمة لهم والتي تتناسب مع اعاقتهم وكذلك ازدياد معدلات انتشار هذا المرض والتي اكدته الدراسات الحديثة .
ولهذا حاولت الباحثة ان تتطرق في هذا البحث الي بناء مقياس المشكلات السلوكية لدي اطفال طيف التوحد بمحافظة الوادي الجديد.