ويشير السلطان عثمان رشدي (2012) نقلا عن " Sundram " (2018م) على الأهمية الکبيرة لفئة الشباب، فنظراً "لکونهم في مرحلة العطاء ويمتلکون القدرة الذهنية والبدنية العالية، فقد سعت الکثير من الدول إلى غرس ثقافة التطوع، وتنبع أهمية مشارکة الشباب في العمل التطوعي من دوره في تعزيز انتماء الشباب لأوطانهم، ومن تنمية قدرات ومهارات الشباب الفکرية، والفنية، والعلمية، والعملية" کما أن عزوف الشباب من طلبة الجامعات عن المشارکة في الأعمال التطوعية قد يؤدى إلى "انغماس الشباب في ملذات الدنيا وانشغالهم بما سوف يجلب لهم الضرر والفساد، ويجعل من الشباب فريسة سائغة بين أنياب الفراغ القاتل، وعدم الشعور بالآخرين والوقوف عند همومهم ومشاکلهم، ويؤدى بالضرورة إلى قطع روابط الصلة بين الأفراد وعدم استتباب الأمن والاستقرار في المجتمع" (94:17)(61:23)
کما أشارت العديد من الدراسات إلى الآثار الإيجابية العديدة للتطوع على المتطوع ذاته، فالمتطوعين من الشباب، مقارنةً بغير المتطوعين، يمتلکون قدراً أعلى في بعض المهارات والخصائص النفسية والاجتماعية کالقيادة، والثقة بالنفس، وتقدير الذات، ومهارات التفکير النقدي، ومهارات حل المشکلات، والشعور بالسعادة تجاه مساعدة الغير(67:22)
وفي ضوء ما تقدم، ولکون الباحث عضو هيئة تدريس في کلية التربية الرياضية جامعة حلوان، ومن خلال مشاركة الباحث في بطولة العالم لكرة اليد والمقامة بمصر فقد لاحظ من خلال نقاشاته مع الطلبة ضعف اهتمامهم بالمشارکة في الأعمال التطوعية، ولذلک جاءت هذه الدراسة کمحاولة لتقصى المعوقات التي قد تحول دون مشارکة الشباب من طلبة کلية التربية الرياضية في الأعمال التطوعية.