مما سبق يتضح أهمية دراسة ظاهرة الاحتراق النفسي للاعبى الرياضات القتالية، والتي انتشرت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة، ويتوقع زيادة حدوثها في السنوات القادمة. نظرا لزيادة الضغوط المرتبطة بعملية التدريب الرياضي وعدم ممارسة المدربين للعلاقات الانسانية، فالرياضات القتالية تتميز عن غيرها بخصوصية الحمل الديناميكي المميز بالجهد البدني العنيف حيث يتطلب التلاكم فوق الحلقة إلى جهاز حركي وعصبي ذو كفاءة عالية حتى يمكن تعبئة جميع أعضاء الجسم وأجهزته ويشكل هذا الجهد البدني عبئا نفسيا كبيرا على الاعب حيث يؤثر على درجة تركيزه وانتباه، وانفعالاته "كالقلق والتوتر والاستثارة والضغط النفسي" وتراكم مثل هذه العوامل على كاهل الاعب وعدم القدرة على مواجهتها قد يؤدي إلى إنهاك قواه وطاقاته ويحرمه من الاستمتاع بحياته وممارستها بصورة طبيعية، ومن ناحية أخرى فقد ينتابه الصراع النفسي الذي يشغل تفكيره ما بين الاستمرار في الممارسة أو الاعتزال، بالإضافة إلى خبرة الباحث العملية في مجال الاعداد النفسى لاحظ زيادة الانفعالات من الاعبين أثناء فترة المنافسات مما قد يؤدي إلى الاحتراق النفسي لبعض الاعبين، ومن خلال البحث المكتبي لاحظ الباحث قلة الدراسات التي اهتمت بتناول تلك الظاهرة في البيئة العربية في حدود علم الباحث، لذا كانت هذه الدراسة محاولة لوضع قائمة أسباب الاحتراق النفسي للاعبي الرياضات القتالية لقياس درجة الاحتراق النفسي للاعبين وعلاقتها بالعلاقات الانسانية والوقوف على مدى أهميته وخطورته على الاعبين وقد يكون مؤشرا هاما لتقييم الاعبين.