لقد تزايد الاهتمام بالتغيرات المناخية و أصبح التعامل مع آثارها المختلفة أمراً فى غاية الأهمية ، بسبب انعكاساتها السلبية التي أثرت في مختلف جوانب الحياة، وخاصة في القطاع الزراعى وهو ما سيؤثر سلباً على الوضع الغذائي الدولي والمحلي، وهو ما دفع مختلف الدول والهيئات العالمية التي تعمل في مجال البيئة والزراعة إلى البحث عن حلول وسياسات للحد من هذه الآثار السلبية. ومن بين الحلول المعتمدة الزراعة الذكية مناخياً والتي أشادت بها الكثير من التجارب الدولية. ويعتبر نهج الزراعة الذكية أداة مناسبة للتعامل مع التغيرات المناخية التي أصبحت واقعاً يفرض نفسه. حيث تلعب الزراعة الذكية مناخياً دوراً هاماً ليس فقط فى الحد من آثار التغيرات المناخية على القطاع الزراعى من خلال كونها اسلوب زراعى جديد لتوجيه التغييرات المطلوبة للنظم الزراعية بشكل يراعى ضرورة معالجة الأمن الغذائي وتغير المناخ بشكل مشترك، وانما ايضاً لأنها ستساهم فى التقليل من آثار الزراعة على المناخ من خلال تخفيض انبعاثات غاز الدفيئة.وقد اتجه العالم لتطوير الأساليب العملية الزراعية بجعلها أكثر اعتماداً على التقنيات التكنولوجية الحديثة ولرفع قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية وتلبية نمو الطلب المتزايد على الغذاء لسد احتياجات النمو السكانى، وهو ما يعرف بالزراعة الذكية مناخياً.وقد ظهر مصطلح الزراعة الذكية كإحدى نتائج الثورة التكنولوجية الرابعة ، حيث تم تطويع التقنيات الحسابية وأجهزة الاستشعار عن بعد والروبوتات وغيرها من الأدوات الرقمية والتقنيات التكنولوجية لزيادة الانتاجية الزراعية ومقاومة التغيرات المناخية عبر استخدامها فى ادارة العملية الزراعية بكافة مراحلها واشكالها.