انتشرت التكتلات الاقتصادية في الآونة الأخيرة لا سيما بعد فترة الحرب العالمية الثانية، حتي أصبح التكامل الاقتصادي سمة من سمات الاقتصاد الدولي، وهدف تسعي إلى تحقيقه العديد من اقتصاديات العالم، وذلك لمواجهة العديد من المخاطر الاقتصادية التي هي أكبر بكثير من أن تتحملها دولة بمفردها، فقد أدت المخاطر الاقتصادية العالمية إلى انتشار العديد من التكتلات الاقتصادية حتي أصبحنا نعيش في عصر التكتلات الاقتصادية الدولية. يوجد العديد من النظريات الاقتصادية المفسرة للتكامل الاقتصادي، ورغم أن هذا النظريات تختلف من حيث آليات ومبررات ونطاق التكامل الاقتصادي إلا أن جميعها يشترك في أن الهدف النهائي من إقامة أي تكتل اقتصادي يجب أن يتمثل في تعظيم رفاهية شعوب دول التكامل، ويستهدف الجزء الأول من الدراسة تناول الإطار النظري للتكتلات الاقتصادية، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تم تقسيم هذا الجزء الى 7 اجزاء بالإضافة إلى المقدمة، الجزء الأول وايشرح مفهوم التكامل الاقتصادي، بينما الجزء الثاني يشرح درجات التكامل الاقتصادي، كما يشرح الجزء الثالث دوافع التكامل الاقتصادي، الجزء الرابع يوضح مقومات التكامل الاقتصادي، الجزء الخامس يشرح تحديات التكامل الاقتصادي، أما الجزء الأخير يشرح أنواع التكامل الاقتصادي. ويستهدف الجزء الاخر من الدراسة شرح النظريات المفسرة للتكامل الاقتصادي، لمعرفة آليات التكامل الاقتصادي ونطاقه أي هل يجب أن يشمل التكامل كافة القطاعات أم قطاعات بعينها كالقطاعات ذات الميزة النسبية أم الميزة التنافسية.