تعد قضية الأمن الغذائي بالنسبة لأي مجتمع قضية محورية وإستراتيجية، ذلك لأن الغذاء من أهم الإحتياجات الأساسية والضرورية لكل إنسان، ولابد من تلبيتها بمقادير مناسبة ومستقرة وبشكل سهل وميسر ولا يجوز تركها للظروف والمتغيرات، ومن هنا فقد أحتلت مسألة الغذاء والأمن الغذائي مساحة واسعة من الاهتمامات الدولية خاصة في الدول العربية، وكانت نواتج ذلك الإهتمام إنشاء المؤسسات الإقليمية وفي مقدمتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية للمساهمة في ذلك النشاط الحيوي، وما أبرم من الاتفاقيات الدولية لها دور في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030, ورغم الجهود العربية لتحقيق الاكتفاء ذاتى من السلع الغذائية والزرعية والزيادات المضطردة فى الإنتاج الزراعى العربى, الا أن الفجوة الغذائية تزداد نتيجة للزيادة السكانية الكبيرة ,حيث أدى استمرار التفاوت بين معدل نمو الانتاج الزراعى والطلب على السلع الغذائية والزراعية فى الدول العربية الى وجود فجوة فى معظم السلع الغذائية(4).
وتعد اللحوم الحمراء أحد النواتج الرئيسية لقطاع الإنتاج الحيواني في مصر, وتشمل اللحوم الحمراء لحوم الحيوانات المزرعية كالأبقـار والجاموس والماعز والأغنام والجمال وغيرها، بلغ متوسط استهلاك الفرد من اللحوم الحمراء فـي مصر عام ٢٠١9حوالي 8,10 كجم/سنه وهو أقل من نظيرة علي مـستوي العـالم والبـالغ حوالي 40,70كجم/سنة، وأيضاً بلغت الفجوة الغذائية من اللحوم الحمراء في مصر فـي نفس العام 459 الف طن ,في حين بلغت نسبة الامتفاء الذاتي 54.23% (5),اذا تعمل الدوله علي محاولة تدراك تلك الفجوة ورفع معدلات الاكتفاء الذاتي , لتحمل ميزان المدفوعات المصري أعباء سد الفجوة الغذائيه للحوم بالاستيراد من الخارج , وما يترتب علي ذلك من أثار ضارة علي المقتصد المصري بوجة عام.