تقع منطقة شرق إفريقيا في نطاق جغرافي هام أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، والتي بموجبها أصبحت ذات أهمية جيوإستراتيجية نظراً لدور هذه المنطقة في حركة السياسة العالمية تأثيرًا وتأثرًا بحكم ما يميزها من خصائص، لذا تحتل منطقة شرق إفريقيا مكانة دولية هامة لدي العديد من القوي الدولية والإقليمية، وذلك لأن الإقليم من أكثر الأقاليم المتمركزة فيه المصالح الحيوية لتلك القوي الدولية التي لا يمكن التنازل عنها؛ نظراً لموقعه الاستراتيجي ولما يتميز به من ثروات طبيعية، أهمها النفط والغاز الطبيعي اللذين يعتبران من أساسيات حياة البشرية على كوكب الأرض، بجانب إلى الممرات البحرية الأساسية التي تصل بين الشرق والغرب.
ومن ثم, إن الاهتمام الإسرائيلي بأفريقيا لا ينحصر في تحقيق مكاسب اقتصادية على أهميتها ولا من كون القارة أقرب جغرافيا إليها، وإنما يتعدى الأمر ذلك إلى تحقيق مكاسب مرتبطة بتهديد الأمن القومي المصري، خاصة في منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل وعلى الساحل الشرقي للبحر الأحمر، حيث يستند الموقف الإسرائيلي هناك على تفكير استراتيجي يقوم على تشكيل قاعدة في هده الدول الأفريقية غير العربية تنطلق منها لتنفيذ سياستها تجاه الدولة المصرية. وبالفعل فقد اسـتطاعت إسـرائيل تحقيـق الكثير من المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية داخل دول شرق القارة الإفريقية وأصبح الوجود الإسرائيلي فيها حقيقة ملموسة.