تصنف ليبيا من البلدان التي حققت نموا كبيرا في العديد من الجوانب التنموية، حيث تحتل المرتبة
(53) من بين (177) بلذا من حيث وضع التنمية البشرية( Human Development Index (HDI
(2010)، حيث أشارت النتائج النهائية للتعداد العام للسكان في ليبيا العام (2016) الهيئة العامة للمعلومات
والتوثيق 2016) ، أن إجمالي السكان الليبيين المقيمين في ليبيا وقت إجراء التعداد قد بلغ (6,541,948)
حيث سجل النمو السنوي للسكان انخفاضا حادا ويرجع ذلك إلى الانخفاض الحاد في معدل الإنجاب الكلي من
۷.۲ طفل لكل امرأة للفترة (١٩٨٠-١٩٨٥) إلی ۲.۷ طفل لكل امرأة حسب نتائج المسح الوطني نصحة الأسرة
۲۰۰۷، ونجد أنه قد زاد إلى 3.4 طفل لكل امرأة حسب نتائج المسح الوطني لصحة الأسرة ٢٠١٤، إلا أنه
يتوقع أن يستمر الانخفاض في معدلات الإنجاب إلى أن يصل 0.4 في الفترة (٢٠٣٠-٢٠٤٠) حسب تقديرات
شعبة السكان بالأمم المتحدة ٢٠٠٨، مما يثير تخوفا من دخول ليبيا في مأزق سكاني حا ناتج عن الانخفاض الحاد في معدل السكانية، فالسياسة السكانية الليبية لا تهدف لخفض معدلات الإنجاب، فمن المقترض قيام الدولة الليبية بتشجيع رفع معدلات الإنجاب؛ ومن هنا هدفت الدراسة لضرورة معرفة العوامل المرتبطة إحصائيا بمستويات الإنجاب في الفترة ما بين (٢۰۰۷-٢٠١٤) والتي قد تؤثر على معدلات الإنجاب في ليبياء تعتمد الدراسة على بيانات المسح الوطني لصحة الأسرة ٢٠٠٧ و٢٠١٤، ومن خلال بناء نموذج المعادلات المعممة تم استخراج التأثير الحدي للمتغيرات المباشرة وغير المباشرة على عدد المواليد الأحياء في القناة العمرية (٤5-٤٩) في عامي ۲۰۰۷،٢٠١٤،حيث أظهرت النتائج أن أكثر المتغيرات ارتباطا بمستوى الإنجاب في العامين محل الاهتمام كانت تعليم السيدة، و عمر السيدة عند الزواج الأول، و محل الإقامة، و التعرض إلى وسائل الإعلام "استماع السيدة إلى الراديو"، و وفيات الأطفال، و حجم الأسرة، و و من النتائج الهامة أيضا مدة
الحياة الزواجية و نسبة الإنجاب المرغوب فيه إلى الإنجاب الفعلي و مستويات الإنجاب فيما بين العامين، وتوصي الدراسة بضرورة العمل على مواجهة المعوقات التي تعوق الشباب عن تكوين الأسر الخاصة بهم وتتأخر السن عند الزواج الأول ويسبب في تقليل مدة الحياة الزواجية.