تؤدي الهجرة دورًا إيجابيًّا في تمكين المرأة من خلال إتاحة الفرصة لزوجات المهاجرين اللاتي لم يهاجرن مع أزواجهن من القيام بالعديد من الأدوار وتولي المسئوليات التي تعد أحد أشكال تمكينها. وقد اقتصرت الدراسات السابقة على توضيح هذا الدور في حالة المهاجر الحالي فقط مقارنة بزوجة غير المهاجر، وتجاهلت أن التمكين المطلوب تحقيقه يكون في وجود الزوج. ولهذا فقد اهتم البحث بالإجابة على التساؤل حول ما إذا كان لهجرة الزوج الدولية تأثير إيجابي على إتاحة الفرصة للزوجة للاضطلاع بأدوار والمشاركة في اتخاذ قرارات بعد عودته، أم هو تمكين مؤقت تمارسه الزوجة في حالة غياب الزوج (هجرته)، ثم تفقده عند عودته؟ وتم الاعتماد على نموذج الانحدار اللوجستي الترتيبي في تحليل بيانات المسح التتبعي لسوق العمل المصري 2018. وقد تم قياس تمكين المرأة من خلال مؤشرين هما: "مؤشر اتخاذ القرار" و"مؤشر حرية الحركة". وقد أشارت النتائج إلى أن مؤشر اتخاذ القرار يعطى تقديرًا أعلى لمستوى تمكين الزوجة مقارنة بمؤشر حرية الحركة. ومن النتائج الهامة التي توصلت إليها الدراسة أن تأثير الهجرة على تمكين المرأة تأثير مؤقت حيث انخفض مستوى التمكين انخفاضًا ملحوظًا ومعنويًّا إحصائيًّا بين زوجة المهاجر العائد مقارنة بزوجة المهاجر الحالي، بل كان أدنى من مستوى التمكين للزوجات اللاتي لم يهاجر أزواجهن. وكانت المتغيرات ذات تأثير معنوي على تمكين الزوجة سواء من حيث قدرتها على اتخاذ القرار أو حرية الحركة هي: حالة الهجرة، مدة الحياة الزواجية، تعليم الزوجة، بينما كان الفرق في العمر بين الزوجين، والحالة العملية للزوج هي المتغيرات التي ليس لها تأثير على تمكين المرأة سواء من حيث اتخاذ القرار أو حرية الحركة.