تعد دولة قطر اليوم واحدة من دول العالم التي تتمتع بمستوى معيشة مرتفع، حيث احتلت دولة قطر المرتبة الأولى عربياً، والواحد والثلاثين عالميا، في تقرير التنمية البشرية لعام 2014، وتتميز دولة قطر بمستوى دخل مرتفع مع انخفاض نسبة البطالة. وقد اصبح مؤخرا احساس السكان بالسعادة والرضا عن الحياة من الغايات التي يسعى إليها صانعي القرارات في الدول الغنية. وقد اكتسبت دراسة السعادة كوسيلة للتقييم الذاتي للرفاهة اهتماماً كبيراً على مدى العقدين الماضيين. وبالتالي تهدف هذه الدراسة إلى قياس مؤشر السعادة والرضا في دولة قطر والتعرف على محدداتها مؤشر السعادة والرضا هو قياس مبتكر يوضح كفاءة البيئة التي تساهم في رفاهية الإنسان. وقد اقترحت الورقة نماذج احتمالية للتعرف على محددات السعادة والرضا عن الحياة في المجتمع القطري. وتعتمد الدراسة على البيانات الخام للمسح العنقودي متعدد الموشرات (2012 MICS). وقد تم استخدام نموذج البروبيت الترتيبي في تقدير محددات السعادة والرضا، وتم إجراء محاكاة للتغير في بعض المتغيرات وحساب الاحتمال المناظر. تشير نتائج المؤشر إلى تميز الشعب القطري بشعوره بالسعادة والرضا بشكل عام، والإناث في دولة قطر أكثر سعادة ورضا من الذكور. وقد اثبتت الدراسة أن فئة الشباب والأفراد في منتصف العمر يشعرون بسعادة ورضا أقل من غيرهم. وعلى الرغم من أن عدد الاطفال و حجم الاسرة يزيد من السعادة ولكن إذا زاد عدد الأطفال عن أو زاد حجم الأسرة عن ۸ أفراد قل مستوى السعادة. يرتفع احتمال السعادة والرضا بإرتفاع مستوى التعليم، وقد أوضحت النتائج ان الرضا عن الدخل الحالي يلعب دورًا رئيسيًا في الشعور بالسعادة والرضا.