تتناول هذه الدراسة ظاهرة تدريس العناصر الثقافية في صفوف تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعات الأمريكية. وتركّز على تحليل عنصر ثقافي محدد وهو تدريس اللهجات العربية الحديثة إلى جانب الفصحى في صفوف برنامج تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة إنديانا الأمريكية. تهدف الدراسة إلى النظر في مدى فاعليّة المنهج التعليمي الذي يركز على الكفاية الثقافية وتجسيد هذه الكفاية في مهارة الكتابة بشكل خاص, وتكشف عن مدى تأثير تدريس اللهجات في ضعف مهارة الكتابة وتعزيز مهارة التحدث, وذلك بوصفها عنصرا ثقافيا مهما في ربط المتعلّم بالواقع اللغوي. تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لمعاينة الظاهرة من ميدانها, والوقوف على أبعادها الحقيقية من خلال وصف منهجية تفعيل العناصر الثقافية في تدريس اللغة العربية في جامعة إنديانا بشكل عام وتدريس اللهجات بشكل خاص, ومن ثمّ تحليل عينات من كتابات الطلاب الدارسين في مستويات مختلفة في برنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة إنديانا, وأغلبهم من الطلاب الأمريكيين. يكشف هذا المنهج أيضا عن طبيعة حضور الألفاظ والعبارات العاميّة في كتابات الطلاب والاستراتيجيات المتّبعة في تدريس الكتابة في صفوف تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في هذه الجامعة. وتفترض الدراسة أن تدريس اللهجات, على الرغم من أهميته في ربط المتعلّم بالسياق الثقافي والاجتماعي للغة الهدف, يعد أحد المشكلات التي تؤدي إلى ضعف مهارة الكتابة لدى الطلاب الناطقين بغير العربية. وستحاول هذه الورقة تقديم تصوّر واضح لبعض المعايير والحلول التي من الممكن أن تجوّد مهارة الكتابة وتحدّ من تأثير تدريس اللهجات فيها, وذلك من خلال محاكاة نموذج لغوي واضح يمكّن المتعلم من تحقيق الكفاية المعرفية والثقافية في كل مهارة من مهارات اللغة الأربعة.