الملخص:
هذا البحث يدور في دائرة النظريات اللسانية الحديثة والفكر اللغوي عند العرب القدامى . ويدرس الانزياح اللغوي الذي يستوقِف المُتلقي نتيجة مخالفته لقواعد متأصلة لديه، فيضطر للوقوف عليها والبحث في أسرارها؛ كونها شيئًا غيرَ مألوفٍ.ويهدف إلى بيان أن ما اعتبره البعض أخطاءً لُغويةً ،ظهر أنه عين الإعجاز ؛ فالانزياح هو دفع عنيف إلى استكناه الحقيقة وسبر أغوارها.
والانزياح اللغوي له درجات ومستويات، وتختلف درجة تقبل المُتلقي لها ،ورغبته في كشف غموضها حسب تمكنه من علوم اللغة ومدى تبحُّرِه فيها ،واستشعاره جمالها.
فلولا الانزياح اللغوي في إعراب( الصابئين)في سورة المائدة و (أسباطًا) في سورة الأعراف ما تعمق الباحثون في استكشاف حقيقتهم على هذا الوجه؛ فهذا دفع لاكتشاف أحوالهم ومعرفة حقيقتهم. وقد وقف النحاة والمفسرون أمام الآية(151) من سورة الأنعام ، ، واجتهدوا في تفسير ذلك اجتهادات كثيرة ،ما دفعهم إلى ذلك إلا الانزياح الدلالي كيف يجتمع الفعل (حرّم) مع (ألّا تُشركوا به شيئًا. )
*قيمة الانزياح تتضح في المفاجأة ودرجتها وفق مقياس التشبع ومعيار الكفاءة اللغوية .


الكلمات المفتاحية :
(الانزياح اللغوي- اللاعقلانية اللغوية-السياسة اللغوية- الصابئون –الأسباط.)