تتناول هذه الدراسة البعد الثقافي للرمز في سيرة الأمير حمزة البهلوان المتمثل في شخصيات السيرة وما ترمز إليه، فالرمز يعد وسيلة لتجسيد وتوصيل التجربة الفنية في صورة مكثفة ومركزة لها نفس الشحنة الشعورية التي تميز التجربة، وتنحصر أهميته فيما يحدثه في معنى من المعاني من تشخيص أو تجسيم أو تقريب الصورة من خلال التشبيهات والاستعارات مما يكسب المعاني خصوصية معينة ويمنحها قدرة أكبر على التأثير في القارئ، ومن أهم هذه الشخصيات المؤثرة في أحداث السيرة وتحقيق أهدافها شخصية الأمير حمزة العرب وشخصية عمر العيار، وشخصية الخضر عليه السلام، وهذه الشخصيات تعتبر النواة الأولى التي يقوم الفنان الشعبي ببناء سيرته عليها.تعتمد السيرة الشعبية العربية على جذور تاريخية حقيقية فما من سيرة من السير إلا وتدور حول بطل كان له وجود في التاريخ يوماً ما، قام بأفعال جليلة وخاض حروباً ومعارك في سبيل قيم سامية مما جعل شهرته تسبقه إلى كل مكان، وهذه الجذور التاريخية تعتبر النواة الأولى التي يقوم الفنان الشعبي ببناء سيرته عليها "فهو يرى في الحقيقة التاريخية شيئا أشبه بهيكل عظمي فيكسوها بخياله لحما وينفخ فيه من روحه الإبداعية الجديدة وإذا بالحدث التاريخي حين يعود إلينا حيا بفضل الإبداع الفني ولا يعود بصورته التاريخية الدقيقة.