لم تكن سياسة العزل والإقصاء الوظيفي بدايتها منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن نلاحظ ذلك في الأمم السابقة سواء العزل للولاة وغيرهم في مختلف الوظائف خاصة عند العرب قبل الإسلام حيث هناك وظائف ارتبطت بالكعبة المشرفة مثل الحجابة والسدانة وغيرها .

إن الإدارة الإسلامية منذ نشأتها انضبطت بقواعد الشرع الحنيف وسارت علي مبادئه ، والتزمت بنظمه وقواعده وظهر ذلك بوضوح في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونري أن سياسة العزل الوظيفي من الأمور المهمة في الإدارة إذ يترتب علي ذلك نجاح الإدارة أو فشلها ، لذلك أولي أصحاب القرار في الإدارة الإسلامية لا سيما في أول نشأتها اهتماماً بالغاً بالأمر.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبياشر الأعمال التأديبية بنفسه ، ووضع الأسس والقواعد التي تسير عليها أمور الدولة الإسلامية ، وتعددت العوامل والدوافع التي أدت إلي العزل والإقصاء ومنها شكاية الأهالي ، أو الفساد المالي ، بالإضافة إلي تولية من هو أفضل من الوالي السابق .

يأتي تحت المسمي الوظيفي رجال الحرس ، والولاة ، والقضاة ، وقادة الجيش ، وغيرهم ممن تعرضوا للعزل والإقصاء الوظيفي من مناصبهم ، وأحياناً هناك عقوبات بجانب العزل والإقصاء ، وكان يختار أصحابة الكفاءة والأمانة لتولي المناصب في الدولة الإسلامية خاصة الولاة ، ومحاسبة من يقوم بالتقصير في أداء مهامه . وبذلك وضع الرسول صلى الله عليه وسلم الأسس والقواعد التي سار عليها الخلفاء الراشدين من بعده.