الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء، والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرا. وبعد..
فيهدف هذا البحث إلى لفت نظر العباد إلى سنن الله تعالى عامة، وإلى سنة الاستدراج خاصة، فقد يظن الإنسان أنه على الحق وهو على الباطل، وإنّ من سنن الله تعالى في خلقه أن يستدرج المكذبين الكافرين من حيث لا يعلمون، فالاستدراج في حد ذاته عقاب من الله وجزاء سنني للكفرة والعصاة أفرادًا كانوا أم أممًا، لكن طبيعة الاستدراج تقتضي الغفلة عن الجزاء بسبب إنعام الله عليهم.
والقرآن الكريم عندما يخاطبنا فهو يخاطب الحاضر الموجود بما حل للأمم السابقة، فالقرآن حدَّث المسلمين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بما حصل لفرعون وهامان وجنودهما، وقارون وعاد وثمود وغيرهم من الذين استدرجوا بسبب غواية الشيطان لهم، وظنوا أنه ليس هناك قوة في الأرض قادرة عليهم، فمناهم الشيطان وغرهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورًا.
وإذا كانت سنة الاستدراج هلاكًا للكافر، فإنها عظة وعبرة للمؤمن في كيفية مقابلة النعم الإلهية، فنعم الله تعالى تقابل بالشكر، فإذا غفل العبد المؤمن أو نسي شكر النعمة بشكر المنعم فهو مقصر وغافل، فإذا قابل النعمة بالمعصية فهو مستدرج.
ولقد قمت بعمل خطة البحث, وقد اقتضت طبيعة البحث، تقسيمه إلى مقدمة، وتمهيد، ومبحثين ، وخاتمة، وذلك على النحو التالى, المقدمة: وتحتوى على أهمية البحث، وخطته.
ثم التمهيد وفيه: معنى سنة الاستدراج . والمبحث الأول: الأدلة من القرآن الكريم على سنة الله في الاستدراج. والمبحث الثاني: أين المسلمون من هذه السنة الإلهية؟ وما هي آثار مخالفتها؟.
ثم زيلت البحث بخاتمة بها أهم النتائج، والتوصيات، ,قائمة بأهم المصادر والمراجع.