يُعَدّ اللحن والخطأ في تلاوة القرآن الكريم من أخطر ما يواجه كتاب الله تعالى؛ وظاهرة اللحن في تلاوة القرآن شائعة قديمًا وحديثًا على ألسنة الناس، منذ العصر الإسلامي إلى يومنا هذا، وتضافرت جهود العلماء للتصدي لهذه الظاهرة؛ للحدّ منها؛ لما لذلك من أثر بالغ في الإخلال بالألفاظ، وإفساد للمعاني على خلاف مراد الله وما يقتضيه السياق القرآني. ويأتي هذا البحث في إطار الجهود المبذولة؛ للتصدي لظاهرة اللحن في تلاوة القرآن الكريم التي من أشهرها وأخطرها "اللحن في الضبط"، حيث يتعرض للأخطاء الشائعة بين قارئي القرآن في هذا الشأن، وما يترتب على ذلك من تغيير للمعنى.

ويشمل"اللحن في الضبط": ضبط البنية، وضبط الإعراب. ويتمثل في إبدال حركة محل حركة أخرى، وهو من أخطر أنواع اللحن؛ فقد يترتب عليه تغيّر في دلالة الكلمة أو إعرابها. كأن يبدل القارئ الضمة كسرة، ككسر اللام في الكلمة (ورسولُه) من قوله:"أنّ اللهَ بريءٌ من المشركين ورسولُه" (التوبة:3). وكأن اللفظ معطوف على قوله(المشركين). وقد قيل: إن الإمام (أبا الأسود الدُّؤلي) ألّف النحو بعدما سمع الأعرابيَّ يلحن في قراءة هذه الكلمة.