يتناول البحث تجربة الوحدة بين مصر واليمن منذ عام1958م إلى 1961م, حيث يوضح البحث حيثيات الوحدة بين البلدين, ومن الذي بدأ بطلب الوحدة, وأسباب طلب اليمن لهذه الوحدة, وأثارها الإيجابية والسلبية على مصر واليمن, كما يتناول البحث ميثاق الاتحاد, وبنوده, وما هي البنود التي تم تفعيلها, وما البنود التي لم تفعل, كما يتطرق البحث إلى أن هذا الاتحاد وإن كان مكتمل الأركان من الناحية القانونية, إلا أنه لم يفعل فعليًا؛ والسبب عدم جدية اليمن في وجود اتحاد بين الدولتين, كما يوضح البحث أسباب قصر مدة عمر الاتحاد, والأسباب التي أدت إلى إنهاء هذا الاتحاد, وتأثير إنهاءه على العلاقات المصرية اليمنية.

كانت العلاقات السياسية المصرية اليمنية بين عامي 1958م إلى1961م تتمثل في اتحاد شكلي بين البلدين لم يكتب له النجاح, حيث كان الاتحاد لمدة ثلاث سنوات اسميًا إلا أنه كان له ميثاق عام تم الاتفاق عليه بين الطرفين, وإن لم ينفذاه؛ بسبب عدم جدية اليمن في ذلك.

كان الاتحاد المصري اليمني بناء على رغبة الإمام أحمدوالذي أرسل ولي عهده الأمير البدإلى دمشق لمقابلة جمال عبدالناصر حاملًا معه برقية من الإمام , فقد أبلغه رغبة الإمام أحمد في الانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة حيث تم توقيع الاتحاد في مارس 1958م بين جمال عبدالناصر وبين الأمير محمد البدر ممثلًا عن والده الإمام أحمد بن يحيى بن حميد الدين, وبمقتضاه يلغى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ويتبعان سياسة خارجية واحدة, مع احتفاظ كل دولة بشخصيتها الدولية وبنظام الحكم الخاص بها, مع تولي التمثيل السياسي والقنصلي للاتحاد في الخارج هيئة واحدة في الأحوال التي يقررها الاتحاد ويكون لهم جيش اتحادي موحد, وسياسة اقتصادية واحدة .