لم يكن مصطلح ومفهوم "عوارض التركيب" غائبًا عن كتب النحاة القدامى والمحدثين، فسيبويه هو أول المتحدثين عن مصطلح العوارض، تحت عنوان "هذا باب ما يكون في اللفظ من الأعراض" وتحدث عن الحذف .

والأصل في الكلام هو الذكر ولا يكون الحذف إلا بدليل، والمتنبي أحسن في توظيف العوارض وبرع في إضفاء الدلالات الموحية والأغراض البلاغية التي تجعل القارئ يمعن نظره في النصوص، وللعوارض أهمية كبيرة في شد انتباه القارئ وتنشيط عقله وذهنه، ونوّع المتنبى في توظيف عارض الحذف بما يخدم الدلالات والمعاني التي أراد إيصالها للقارئ فالحذف أجمل ظاهرة في البلاغة العربية، فتعددت صور الحذف في الكافوريات مثل حذف المبتدأ أو الخبر في الجملة الأسمية، وحذف المفعول به أو الفعل، وحذف التمييز، وحذف الحال، وحذف المضاف، وحذف حرف النداء و حرف الجر.

وبعد الانتهاء من دراسة الحذف في كافوريات المتنبى، أتضح أن أكثر مواضع الحذف هو حذف المبتدأ، يليه حذف الخبر، يليه حذف المضاف بسبب تعدد الأغراض الشعرية التي وردت فيهما.