يُمثل التعدين الحِرَفِي نمطًا مهمًا لإنتاج الذهب في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وقد سعت الدراسة الحالية إلى تحقيق عدة أهداف من بينها تحديد العلاقة بين تعدين الذهب الحرفي والنزاعات المسلحة في شرق الكونغو الديموقراطية، وتحليل العوامل المؤثرة في التعدين الحرفي للذهب، والوقوف على حجم إنتاجه وصادراته، واستقراء مشكلات التعدين الحرفي للذهب، وطرح مقترحات لحلها.

واستعانت الدراسة للوصول إلى أهدافها بكل من: المنهج الإقليمي، الحرفي، والمدخل التاريخي، والسلوكي. وانتهت إلى ظهور نشاط التعدين الحرفي للذهب في الكونغو الديموقراطية منذ خمسينيات القرن الماضي، وتواجد تكوينات الكيبارين والكيبالين الجيولوجية الغنية بالذهب في المقاطعات الشرقية، وتركُز أكثر من نصف إنتاج الذهب الحرفي (56,4%) عام 2021م بمقاطعات: مانييما، كيفو الجنوبية، تنجانيقا، والتذبذب المستمر في صادرات الذهب الحرفي، وتعدد مشكلات التعدين الحرفي للذهب كانتشار الجماعات المسلحة بمناطق التعدين، وتهريب جزء كبير من الإنتاج بطرق غير مشروعة، وضعف القدرة المؤسسية لتعاونيات التعدين، وعمالة الأطفال، وإزالة الغابات، والآثار السلبية لاستخدام الزئبق والسيانيد في استخلاص الذهب.

واقترحت الدراسة الاستعانة بنظم تتبع متطورة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام تحديد المواقع العالمي؛ لمراقبة تدفق الذهب الحرفي من المناجم إلى نقاط البيع، والتركيز على حرمان الجماعات المسلحة من مصدر دخلها الرئيس وهو الذهب، ووضع قيود ومعايير عُمرية دنيا لتشغيل الأطفال بالمناجم، وتقديم التمويل الكافي والدعم الإداري للتعاونيات، واستبدال الزئبق والسيانيد بطرق أكثر أمنًا كطريقة الفصل بالجاذبية.