يتميز تاريخ العصر المملوكى بحالة من الزخم والخصوصية نتيجة اتساع الفترة الزمنية فضلاً عن التنوع الاجتماعى والثقافى والوضع الاقتصادى وغير ذلك من مقومات هذا التاريخ ، بالإضافة إلى ذلك فإن أحد أبرز حيثيات هذا الزخم هو الهيراركية الإدارية والنظم الرسوم التى تميز بها العصر المملوكى من تنوع كبير فى الألقاب والوظائف ، فقد تميز الجهاز الادارى المملوكى بدرجة كبيرة من الاحتراف والتنوع وتفويض السلطة حتى فى أبسط المهام الإدارية ، هذا التنظيم الإدارى المحكم أفرز تخصصات ووظائف بالغة التنوع ودقيقة التخصص ، وتتناول هذه الدراسة إحدى أبرز هذه الوظائف وهى وظيفة المهمندار .

ينتوى الباحث من خلال هذه الدراسة البحث فى ماهية مصطلح المهمندار والوقوف على دوره المحورى فى العصر المملوكى والبحث فى خصوصية هذه الوظيفة وأ[رز من تولوا الوظيفة ، بالإضافة لخصوصية وظيفة المهمندار فى العصر المملوكى وأبرز الأدوار والتكليفات التى قام بها المهمندار بالإضافة إلى المنتج الحضارى والأدوار الحضارية للمهمندار فلم تتوقف أدوراه على الدبلوماسية والسياسة بل كان له دور حضارى بارز خلال فترة الدراسة .