يعد الحجاج أحد أهم أركان التداولية؛ وذلك لأنه يقوم على التواصل ومحاولة إقناع المتلقي بما يعرض عليه من حجج وبراهين لغوية وبلاغية؛ هدفها الأَوَّلِي هو اقتناع المتلقي بالقضية المطروحة عليه من خلال التقنيات أو الآليات الحجاجية المستعملة.

يتناول هذا البحث الحجاج البلاغي في شعر ابن زيدون من خلال طرق الوصل تبعًا لتصنيف بيرلمان وتيتيكاه، وهذا التصنيف يعرف بالبلاغة الجديدة، والتي تمثِّل الحجاج من خلال النظرة البلاغية والمنطقية المعتمدة على الاستدلال والبرهنة، عن طريق التقنيات المُعِينة على إذعان المتلقي، وذلك في ضوء التداول والاستعمال.

وأما طرق الوصل فهي التي تهتم بدراسة الجوانب الحجاجية التداولية في الخطاب مع بيان البعد الإقناعي والتأثيري للغة، وذلك في القيم الخطابية للجمل، والتي تحمل في طياتها أشكال بلاغية تحث متلقيها على القيام بفعلها. وقد اتخذ البحث من شعر ابن زيدون موضوعًا للتطبيق؛ لما انعكس على هذا الشعر من محاولات تأثير الشاعر في متقليه ضمن سياق الأبيات والمواقف التواصلية بينهما، وذلك وفق المنهج التداولي الذي يعمل على توصيف العلاقة بين اللغة ومستعمليها وفق المقاصد المعنية.