عندما توصل طرفا الصراع في الشمال والجنوب إلى اتفاقية 2005 التى تضمنت أسس الحل السياسي لهذا الصراع بما في ذلك منح أهل الجنوب حق تقرير المصير بعد ست سنوات من توقيع الاتفاقية اكتفت الدول العربية بالترحيب بالاتفاقية، غير أن غالبيتها العظمى لم يقم بأي دور في محاولات جعل الوحدة خياراً جاذباً لأبناء الجنوب كما قيل آنذاك، ولما اقترب موعد الاستفتاء على حق تقرير المصير في مطلع هذا العام وبدت نذر الانفصال أوضح من أن تخطئها أي عين، أعرب عدد من الدول العربية عن مخاوفه من تداعيات هذا الانفصال على الوطن العربي، وكأن هذه الدول لم ترحب منذ سنوات ست بالاتفاقية التى نصت على آلية الانفصال.( )

أما إذا نظرنا إلى الترتيبات الجيوستراتيجية الجديدة، فإن دولة الجنوب المنفصلة، المنغلقة جغرافيا، سوف تسعى لأن تكون جزءا من جماعة شرق إفريقيا التى تسعى لتكوين كونفدرالية، وهناك مؤشرات قوية تفيد بأن دولتي الجوار أوغندا وكينيا ساعدتا على تسريع وتيرة الانفصال، وذلك لأسباب اقتصادية وسياسية( ).