صلة الأرحام لها أجر عظيم , ولها فضل كبير , ينتفع بها الواصل في الدنيا والآخرة , وقد اتفق العلماء على أن صلة الرحم واجبة شرعًا , وعلى حرمة قطيعة الرحم تحت أي مبررٍ أيًا كان , وتوعَّد الله القاطع بألوان من العقاب في الدنيا والآخرة , وليست صلة الأرحام بمقابلة المعروف بالمعروف فحسب ، أو انتظار رد الإحسان بمثله ؛ بل هي المداومة على الصلة من غير انتظار مقابلتها بمثلها ؛ فيراعى فيها أن تكون قربة لله خالصة لوجهه تعالى ، وأن تكون تعاونًا على البر والتقوى ، لا يقصد بها غير ذلك.

ولقد كان من أعظم أخلاق الصحابة التي أخذوها من رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ـــ وتعلموها منه صلة الأرحام وبر الأقارب وحسن صلتهم ؛ فقد اكتسبها الصحابة من رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ , واقتدوا به في الامتثال بها ؛ ذلك لأن رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قد غرسها في نفوس أصحابه , ورباهم عليها ؛ فكانوا المثل الأعلى لنا ولكل المسلمين , في مشارق الأرض ومغاربها, بالاهتمام بهذا الخلق , والحرص عليه , حتى وإن كان أقاربهم على غير الإسلام ؛ فقد اتسم الصحابة الأجلاء واتصفوا بهذا الخلق ؛ فعلينا الاقتداء بهم ؛ ذلك لأنهم هم قدوتنا بعد رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم