الشائعات من الأمراض الإجتماعية ذات الأثر الفتاك لوحدة صف المجتمع فهى تعتبر من الجرائم التعبيرية ذات التأثير النفسى التى تقوم على الكلمة التى يُعبر عنها بالوسائل العلانية أو النشر التقليدية أو الوسائل الحديثة الإلكترونية ، كما تعتبر من الجرائم ذات العدوان على أمن الدولة الداخلى والخارجى لما تمثله من خطورة إجرامية على الأمن القومى السياسى والإقتصادى والإجتماعى فهى الشرارة الأولى للفتنة وهدم المجتماعات لأنها تضعف الثقة فى المواقف الراسخة للدولة وتؤثر على تماسك المجتمع. فالدولة المصرية تواجه فى الوقت الراهن طوفان من الشائعات المغرضة وفقاً للإحصاءات الرسمية والتى تستهدف مقوماتها خاصة تلك التى تستهدف استقرارها السياسى والمالى والإقتصادى وعرقلة مسيرة الإصلاح الإقتصادى خاصة، والقضاء على الفرص الإستثمارية وزعزعة ثقة المواطنين فى الدولة ، بالإضافة إلى الشائعات التى تستهدف العملة الوطنية الجنيه المصرى والتى كان لها كبير الأثر على قيمتة الحقيقية فى مقابل النقد الأجنبى، ونظراً للحساسية الشديدة للإقتصاد وسرعة تأثره بالمعلومات والبيانات المغلوطة ، الأمر الذى ينعكس سلباً على إلحاق الأضرار الفادحة بإقتصاد الدولة فتستهدف الشائعات الإقتصادية إحداث الإنهيارات المتتالية والمتعاقبة بفعل التوقعات التى يقوم عليها النظام الإقتصادى الحر.  وعلى ضوء ذلك فسوف نركز فى هذه الدراسة على مفهوم الشائعات وأنواعها وأثرها فى تأجيج الصراعات السياسية والإقتصادية داخل المجتمع وتجريم الشائعات وترويجها فى ظل التشريعات المقارنة والتشريع المصرى وبيان الأثر المجتمعى والإقتصادى للشائعات على الدولة المصرية وسبل التصدى لها.