المطالع لكتابات ابن عربي سيجد نظرية معرفية متكاملة، سواء المعرفة الاستدلالية النظرية أو المعرفة العرفانية الذوقية، فقد أفاض في الحديث عن أدوات المعرفة، ومكانتها، وأنواعها، وأن منها العام والخاص. ولما كان هناك تداخل بين المعرفة والعلم فقد وضح الفرق بينهما، وعلاقتهما بالعقل والقلب، وكان من نتائج هذه المعرفة قوله بنظرية وحدة الوجود، فتحدث عن منطلقاتها ومآلاتها، وقد تناولها البحث بمزيد بيان، كما استعرض هذا البحث التصور الماورائي في فكر ابن عربي، وسر القدر، والإنسان الكامل، وختم بخصائص المعرفة عن ابن عربي. وقد اتضح من خلال هذا البحث أن المعرفة عند ابن عربي تجمع بين علوم الشريعة والحقيقة معًا، ولذلك فهو لا ينكر دور العقل بل يرفع من شأنه، ولكن ينزل مكانته عن العلوم الكشفية، فالعقل يظل قاصرًا عن تحقيق المعرفة المطلقة وحده، كما اتضح أن المذهب العرفاني الذوقي عند ابن عربي يتخذ من الجانب العملي الإيماني ركيزة لتشكيل قواعده، ويعتبر ابن عربي وحدة الوجود والإيمان بها ذروة سنام المعرفة، ولذلك يعتبرها عقيدة خواص الخواص.