يدور هذا البحث حول الاستشارة الفلسفيَّة عند سقراط، وهو موضوع من الموضوعات المهمة في الفكر الفلسفيّ اليونانيّ؛ ذلك لأنَّ الاهتمام بالفلسفة بوصفها علاجًا لجميع مشكلات الحياة لم ينشأ فقط في سياقنا المعاصر، بل نشأ منذ قدم التفكير الفلسفيّ، ومن هنا جاء بحثنا حول الاهتمام بالعلاج بالفلسفة عند اليونان: سقراط نموذجًا، فالاستشارة الفلسفية عند سقراط تتجلَّى في الحوار الجدليّ الذي مارسه مع مواطني أثينا لتعليمهم أسمى القيم، وهي: الحق، والخير، والجمال، وقد استخدمت في هذا البحث المنهجين: التحليليّ، والنقديّ.  وتعدُّ الاستشارة الفلسفيَّة بمنزلة حركة فلسفيَّة جديدة؛ فهي محاولة تعيد مرة أخرى للفلسفة دورها الرئيس في الحياة اليوميَّة؛ كما ينظر إليها على أنها ذات فائدة كبرى؛ ذلك لأنها تمس الحياة اليوميَّة بشكل مباشر. وسوف نتناول في هذا البحث ماهية الاستشارة الفلسفية عند سقراط، كما سوف نعرض المراحل المتبعة في الاستشارة الفلسفية عند سقراط، وهما مرحلتان: التهكم، والتوليدμαιευτική ، كما سوف نوضح في هذا البحث أهداف الاستشارة الفلسفية عند سقراط.